بسم الله الرحمن الرحيم
قصة رجل رأى نفسه فوق الآخرين مالاً وجمالاً وحلّةً ...
مشى بين أقرانه مختالاً بشبابه الدافق حيويّة ،
وجيبه المليء المنتفخ مالاً ، ، ، يجر رداءَه خيَلاءَ ،
يظن نفسه خيرَ مَن الناس، ونسي وغفَل عن قوله تعالى :
(( ولا تمْشِ في الأرض مَرَحاً ، إنك لن تخرِق الأرضَ ولن تبلُغ الجبالَ طولاً )) وتناسى أنه مخلوق ضعيف ، أصلُه من طين ،
ومن سُلالة من ماء مَهين .
تناسى أنّ أوّله نطفة مَذِرَةٌ ، وآخرَه جيفةٌ قذرةٌ ،
وتناسى أنّه حين صعّر خدّه للناس غضب الله عليه ،
لأنه شارك الله في صفتين لا يرضاهما لغيره ،
وقد أخبرنا الرسول الكريم أن هذا الرجل المتكبر خسف الله به الأرض ،
فهو يغوصُ في مجاهلها من شِقٍّ إلى شقّ ،
ومن مَهوىً ضيّق غلى حفرة أعمقَ منها ،
ينزل فيها مضطرباً مندفعاً ، تصدُر عن حركته أصواتٌ متتابعةٌ إلى يوم القيامة جزاءَ تعاظمه وتكبّره ...
ثم قال الرسول عليه الصلاة والسلام (إنّ الله أوحى إليّ أنْ تَواضعوا ، حتى لا يبغيَ أحدٌ على أحدٍ ، ولا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ .))
الحديث في صحيح البخاري مجلد 4 جـ 7 باب من جر ثوبه خيلاء