قال الله تعالى (لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس).
وقال
أيضا عن لسان النبي شعيب حيث قال لقومه (يا قوم أرأيتم ان كنت على بينة من
ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد ان أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ان أريد
الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب).
الاصلاح
كلمة جميلة تستهوي القلوب وتتطلع اليها النفوس وهي تدعو الناس إلى تحقيقها
والعيش في ظلها ولكن تطبيقها على الواقع العملي بحاجة إلى إرادة وتصميم
وعمل دوؤب ومتواصل وجهاد مستمر حتى يدخل الاصلاح في كل بيت ويصلح كل فرد.
ولكن
السؤال: ماهي حقيقة الاصلاح؟.. وما هي موارد تحقيقه واستخداماته؟.. ومن
يقوم بالإصلاح؟ وما هي صلاحياته في القيام بهذه المهمة الخطيرة؟.. وما هي
رؤية القرآن الحكيم عن الاصلاح والمصلحين؟ وما هي دساتيره في الإصلاح؟
جاءت
الآيات القرآنية لتؤكد على ان الصالح ما كان موافقا مع فطرة الإنسان
ومنسجما مع وجدانه وضميره وعقله والفاسد ما كان تماما على عكس ذلك حيث تقول
الآية المباركة (فطرة الله التي فطر الناس عليها) فكل ما كان مخالفا لهذه
الفطرة فهو بعينه انحراف وفساد، ومن هنا تركز الآيات القرآنية على الإصلاح
بجميع أبعاده ومشتقاته وعلى جميع الأصعدة الفردية والإجتماعية وفي مختلف
المجالات الاقتصادية والسياسية، وهل يوجد هناك كتاب تحدث عن الاصلاح كما
تحدث عنه القرآن الكريم؟